الواجب
الموضوع
أمرالله بالاتباع ونهيه عن الابتدع
سفيان هادي الساسكي
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أن الله أمرنا بما يحبه و يرضاه ونهانا عنما يبغظه ويكرهه وكلما أمره الله ينفعنا وكلما نهاه الله يضرنا. وأن الله قد أمرنا بالاتباع ونهانا عن الابتدع, سأذكر لك ماذا قال ربنا في كتابه الكريم.
قال الله عز وجل: (ورحمتي و سعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون وَيُؤتُونَ الزَكَاةَ وَاَلَذِينَ هم بآياتِنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) إلى قوله: (فالذين آمنوا بِه وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذِي أنزل معه أولئك هم المفلحون).
وقال تعالى: (واتبعوه لعلكم تهتدون).
وقال تعالى: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذُنُوبَكُمْ).
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تَسْمَعُونَ) إلى قوله: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحْيكُم).
وقال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).
وقال تعالى: ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).
وقال تعالى: ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
وقال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر).
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في قوله: (فردوه إلى الله والرسول) أي إلى ما قاله الله والرسول.
إلى غير ذلك من الآيات.
اعلم أن الله تعالى أمرنا بطاعة رسوله صل الله عليه وسلم كما أمرنا بطاعته عز وجلى وقال: من يطيع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليه حفيظ. , سأذكر لكم ماذا قال رسوله في حديثه.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خط لنا رسول الله ( خطاً، ثم قال: " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال: " هذه سُبل، على كل سبيل منها شيطانٌ يدعو إليه " ثم قرأ " وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " الآية.
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: صلى بنا رسول الله ( ذات يوم، ثم أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب؛ فقال رجل: يا رسول الله، كأنها موعظة مُودِّع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً؛ فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، أخرجه أبو داود والترمذي " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله) : " ذروني ما تركتكم فإنما هلك الذين من قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " متفق عليه.
وعن بلال بن الحارث أن النبي ( قال له: " اعلم قال: ما اعلم يا رسول الله؟ قال: اعلم يا بلال. قال ذروني أعلم يا رسول الله؟ قال: إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضى الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً " . رواه الترمذي.
واعلم أن الله أمرنا بلزوم السنة والجماعة ونهانا عن خلاف السنة و الفرقة
قال الله تعالى: (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن عمر رضي الله عنه خطب بالجابية فقال: قام فينا رسول الله ( خطيباً فقال: " من أراد منكم بَحبوحَة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد " . رواه الترمذي وصححه.
وقال رسول الله) : " يد الله مع الجماعة، والشيطان مع من يخالف الجماعة " .
وعن أبي شريك رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله ( يقول: " يد الله على الجماعة، فإذا شذ الشاذ منهم اختطفه الشيطان كما يخطف الذئب الشاة من الغنم " .
وعن معاذ رضي الله عنه أن النبي ( قال: " إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية النائية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد " .
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي ( قال: " اثنان خير من واحد، وثلاثة خير من اثنين، وأربعة خير من ثلاثة؛ فعليكم بالجماعة، فإن الله لم يجمع أمتي إلا على هدى " .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله) : " لَيَأتيَنَّ على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حَذوَ النَّعلِ بالنَّعلِ، حتى إن كان منهم من يأتي أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك. وإن بني لإسرائيل تفرقوا اثنين وسبعين ملة، وستفترق أمتي على ثلاثة
وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا ملة واحدة " قالوا: من هي يا رسول الله قال: " ما أنا عليه وأصحابي " أخرجه أبو داود والترمذي.
واعلم أن سلافنا الصاليح أمرنا بالاتباع ونهانا عن الابتدع
وعن معاوية بن أبي سفيان: أنه قام في الناس خطيباً، فقال: ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاثة وسبعين ملة، اثنان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة.. وقال أبي بن كعب رضي الله عنه: عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فمسته النار أبداً. وإن اقتصاداً في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: النظر إلى الرجل من أهل السنة يدعو إلى السنة وينهى عن البدعة. وقال أبو العالية: عليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يفترقوا.
وقال الأوزاعي رضي الله عنه: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يسعك ما وسعهم.
وقال الأوزاعي أيضاً: رأيت رب العزة في المنام، فقال لي: يا أبا عبد الرحمن، أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فقلت: بفضلك يا رب. قلت: يا رب أَمتَّنِي على الإسلام، قال: وعلى السنة.
وقال أيوب: إني لأخبر بموت الرجل من أهل السنة، فكأني أفقد بعض أعضائي. وقال أيضاً: إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة.
وقال ابن شوذب: إن من نعمة الله على الشاب إذا نسك أن يوافى صاحب سنة يحمله عليها.
وقال ابن أسباط: كان أبي قدرياً، وأخوالي روافض، فأنقذني الله بسفيان.
وقال معتمر بن سليمان: دخلت على أبي وأنا منكسر القلب، فقال لي: مالك؟ قلت نعم: فقال لا تحزن عليه.
وقال سفيان الثوري: استوصوا بأهل السنة خيراً، فإنهم غرباء.
وقال أبو بكر بن عياش: السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان.
وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه: إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث،فكأني رأيت رجلاً من أصحاب رسول الله.
وقال الجنيد رحمه الله: الطرق كلها مسدودة إلا على المقتفين آثار رسول الله( والمتبعين سنته وطريقته، فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه، كما قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
اعلم أن الله يذم البدع والأهواء وهذه هي الآيات التي تذم البدع والأهواء
قال الله تعالى: (ومن أضل مِمَّن اتبع هواه بغير هدى من الله).
وقال تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله).
و الأحاديث التي تذم البدع والأهواء
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله) : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ، وفي رواية " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: عن النبي، أنه قال: " من رغب عن سنتي فليس مني " . أخرجه البخاري.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله:( " أنا فرطكم على الحوض ولَيَحْتَلِجن رجال دوني، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " . متفق عليه.
و آثار السلف في ذم البدع والأهواء
وقال عبد الله بن محيريز: يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة.
وقال معاذ بن جبل: يفتح القرآن على الناس حتى تقرأه المرأة والصبي والرجل فيقول الرجل: قد قرأت القرآن فلم أتبع، والله لأقومن به فيهم لعلي أتبع، فيقوم به فيهم فلا يتبع: فيقول: قد قرأت القرآن فلم أتبع، وقمت به فيهم فلم أتبع لأحْتَضِرَنْ في بيتي مسجداً فيحتضر في بيته مسجداً، فلا يتبع، فيقول: لقد قرأت القرآن فلم أتبع، وقمت به فلم أتبع، وقد احْتَضَرْت في بيتي مسجداً فلم أتبع. والله لآتينهم بحديث لا يجدونه في كتاب الله ولم يسمعوه من رسول الله ( لعلي أتبع. فإياكم وما جاء به، فإن ما جاء به ضلالة.
وروى هذا الأثر أبو داود بلفظ آخر، فقال معاذ: إن من ورائكم فتناً يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير والعبد والحر، فيوشك أن يقول قائل: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟ ما هم بِمُتَّبِعيَّ حتى أبتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيفة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم. وقد يقول المنافق كلمة الحق.
وقال عبد الله: تعلموا العلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يذهب أهله. ألا وإياكم والتنطع والتعمق والبدع، وعليكم بالعتيق.
وفي رواية أخرى: أيها الناس إنكم ستحدثون ويحدث لكم، فإذا رأيتم مُحَدَثَةً فعليكم بالأمر الأول.
وعن قيس بن أبي حازم، دخل أبو بكر رضي الله عنه على امرأة من أحمس يقال لها زينب، فرآها لا تتكلم، فقال: ما لها؟ فقيل: حجت. فقال لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية.
وعن زياد بن حدير قال: قال عمر رضي الله عنه: هل تدري ما يهدم دين الإسلام؟ قلت: لا، قال: يهدمه زلة العالم، وجدال منافق بالآيات، وحكم الأئمة المضلين.
وعن عمر رضي الله عنه قال: سيأتي قوم يجادلونكم بشبهات القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أهل السنة أعلم بكتاب الله عز وجل.
وعن عثمان الأزدي، قال: دخلت على ابن عباس رضي الله عنهما، فقلت له: أوصني فقال: عليك بتقوى الله والاستقامة، اتبع ولا تبتدع.
وروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن أبغض الأمور إلى الله تعالى البدع، وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في الدور.
وروى أبو داود في سننه عن حذيفة رضي الله عنه، قال: كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله ( فلا تتعبدوا بها؛ فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً؛ فاتقوا الله يا معشر القراء، خذوا طريق من كان قبلكم.
ومن كلام عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أوصيكم بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع أمر رسول الله (، وترك ما أحدث المحدثون بعده.
وقال ابن سيرين رحمه الله: ما أحدث رجل بدعة فراجع سنة.
نسأل الله الهدى والعافية
والله تعالى أعلم
2 komentar:
assalamu'alaikum,, caelaaa
masya Alloh
Posting Komentar